الشيخ محسن بن زهران العبري رحمه الله

الشيخ محسن بن زهران العبري رحمه الله

الكتاب هو منبع العلم والثقافة، ومن هنا كان اهتمام المجتمع باحتضان الكتب وعمل الأماكن المخصصة لها ، وتنافس المتنافسون في اقتناء المخطوطات والكتب لينهلوا منها العلم ، وقد حفظ لنا التاريخ عدد من المكتبات الخاصة والعامة ، بلغ علي سبيل المثال في الحمراء ما يقرب من اربع مكتبات عامرة بناسخيها وقرائها ، وقد اندثرت فترة من الزمن ، الى ان جاء من يوقظها من عفوتها ، فمكتبة الوقف مثلا  تأسست في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري ، وبعد مرحلة ازدهار جاءها غفوة الى ان قام مجموعة من اهل العلم في الفترة الأخيرة من إيقاظها من غفوتها وكان من ضمنهم الشيخ محسن بن زهران العبري .

أراد هذا الشيخ ان يكمل مسيراته في احياء الميادين الثقافية فأوقف مكتبته الخاصة بعد وفاته ليستفيد منها العامة، وقد قام في سبيل ذلك باستدعاء الشيخ الأستاذ ناصر بن محمد بن عامر العبري لكتابة المكتبة لتكون وقفا عاما، الا ان المنية عاجلته رحمه الله قبل توقيع الوصية بالتوقيف، وقد استكملت بعد وفاته بأيام بتوقيعها من أبنائه.

وقد بدأ الشيخ رحمه الله في تكوين هذه المكتبة منذ بداية عهده بالتعليم في بيت الادماني حيث كان شيخه واستاذه العلامة إبراهيم بن سعيد العبري يعلمه مع اترابه في هذا البيت، يقول الشيخ إبراهيم العبري شعرا:

                ما أحلي ادماني                 جلوسي عند خلاني

                                ضحى في بيت ادماني

كان عمر الشيخ محسن آنذاك ستة عشر سنة، واستمر في احتضان الكتب طوال فترة حياته الى ان وصلت الى أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، أي أن عمر المكتبة إذا ما اخذنا ببداية تجميعه للمكتبة أكثر من ستين سنة.

ثم انه بعد وفاته رحمه الله بدأ أبناؤه في تنظيم المكتبة لتخرج بشكل يسهل به الرجوع اليها والاستفادة منها، حيث تم تصنيف جميع الكتب وادخالها في نظام بالحاسب الآلي، ويتم أيضا بين الحين والآخر تزويدها بالكتب المنهجية الحديثة ، حيث كان أحدى توجيهاته رحمه الله ان تكون المكتبة في خدمة المناهج الدراسية بحيث يرتوي منها بصور أكبر طلبة المدارس ، كما وجه أيضا بعمل معرض تابع للمكتبة بمقتنياته من التحف ، بحيث تكون هذه التحف أيضا ثقافة مضافة بإمكان الطلبة والباحثين الاطلاع عليها، وقد أضاف أبناؤه صور الأجداد التي حصلوا عليها الى المعرض وذلك لإمكان الاحفاد الاطلاع على صور اجدادهم ن رحمهم الله .

ندعو الله تعالي ان تكون هذا الوقف في ميزان حسنات من أوقفه، والله الموفق.