ولاية الحمراء والمحافظة على موروث الآباء والأجداد
كتبه : أ. عبدالله بن حمدان الناعبي
تُعد ولاية الحمراء من الولايات العُمانية العريقة التي لا تزال تحافظ على تقاليدها الأصيلة وموروثها الثقافي حيث تتجلى مظاهر التلاحم الاجتماعي في أبهى صوره ومن أبرز هذه العادات الحميدة التي تميز الولاية عن غيرها ذلك اللقاء الجميل الذي يجمع أهالي ولاية الحمراء من مختلف قراها بالإضافة إلى بعض الضيوف من الولايات المجاورة الذين تربطهم بأهالي الحمراء روابط القربى والصداقة وذلك في صبيحة يوم الشواء ثالث أيام العيدين.
يُقام هذا اللقاء في سبلة السحمة العريقة حيث يتبادل الحضور التهاني بالعيد في أجواء يسودها الألفة والمودة مما يعكس روح الترابط والتآلف بين أبناء الولاية وقد حرص الشيخ الدكتور محمود بن زاهر العبري على إستمرارية هذه العادة الجميلة من خلال دعوة الأهالي لحضور هذا التجمع المبارك حيث يقوم بإرسال رسائل تهنئة بالعيد مقرونة بدعوة كريمة لهذا اللقاء الذي أصبح جزءًاً لا يتجزأ من هوية الولاية .
إن هذا التقليد العريق ليس مجرد لقاء اجتماعي بل هو إمتدادٌ لقيم التآلف والأواصر التي زرعها الأجداد وحافظ عليها الأبناء ليبقى العيد في ولاية الحمراء مناسبةً لا تقتصر على الفرح والاحتفال فحسب بل تمتد لتجسد أسمى معاني التكافل الإجتماعي وروح الجماعة في زمنٍ تزداد فيه مشاغل الحياة وتتسارع وتيرة التطور لتبقى مثل هذه العادات نبراسًاً يضيء للأجيال دروب القيم والأصالة ويؤكد على أهمية المحافظة على الموروث الثقافي والترابط الإجتماعي بين أفراد المجمتع .
إن ما يميز هذه العادة هو اصالتها وعمقها الإنساني فهي تجمع القلوب قبل الأجساد وتُعزز من قيم المحبة والتواصل فهي ركيزة أساسية في المجتمع العُماني فكم هو جميل أن تظل الأعياد فرصةً لتعزيز الصلات الاجتماعية وأن يبقى هذا الموروث شاهداًً على أصالة ولاية الحمراء وحرصها على القيم التي أرساها الأجداد.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشيد بهذا اللقاء الطيب الذي يسهم في توثيق أواصر المحبة بين أفراد المجتمع مع خالص الأمنيات بأن تستمر هذه العادة العريقة لتظل ولاية الحمراء نموذجًاً يحتذى به في الحفاظ على الموروث الثقافي والاجتماعي وإبراز القيم العُمانية الأصيلة في أجمل صورها.
✍🏼 أبو حمدان